کل نماهای صفحه

۲۳ آبان ۱۳۹۵

افشاگری بی سابقه در رابطه با ایران - طارق الهاشمی معاون سابق ریاست جمهوری عراق پرده از توافق ایران وآمریکا در رابطه با عراق ومنطقه برداشت

 افشاگری بی سابقه در رابطه با ایران - طارق الهاشمی معاون سابق ریاست جمهوری عراق پرده از توافق ایران وآمریکا در رابطه با عراق ومنطقه برداشت
 
ملاقاتی با طارق الهاشمی داشتیم شخصیتی که معاون رئیس جمهور بود در بسیاری از تصمم گیری ها نشست ها وائتلاف های وعملکردها واتفاقات با خبر بوده وشرکت داشته است 

او در رابطه با انتخاب ترامپ گفت فکر نمیکنم چیزی فرق کند از نظر من سیاست خارجی آمریکا هیچ تفاوتی نخواهد کرد من یقین دارم که ترامپ توان آن را ندارد به تعهداتی که هنگام انتخابات داده عمل کند .
تا همین لحطه یک تفکر واراده کابوئی بر آمریکا حاکم است که تمامی تصمیمگیری های کاخ سفید را میسازد.
واین جای بسی تاسف است من بارها بطرق وبهانه های مختلفی گفتم که عراق تنها راه حل نظامی ندارد باید سیاسی وبا اصلاحات برای نجات عراق هم تلاش کنیم.
از زمان جنگ 2003 تا حالا تمامی زیر ساخت ها وزیربناهای عراق نابود شده است.
همین الان 30درصد مردم عراق زیر خط فقر هستند
عراق زیر نفوذ ایران اداره میشود
هیچ شرافت وافتخاری برای عراقی ها باقی نمانده است
شبه نظامیان خامنه ای وپاسداران قوی ترازارتش نخست وزیر که فرمانده کل قواست وجود دارد.
این چگونه ممکن است مگر این دولت مردان در کاخ سفید هم میدانند وبه آن رضا داده اند
اینها نتیجه وحاصل جنگ 2003 بوده است 
من از سال 2006 معاون رئیس جمهور عراق بودم تا سال 2013
ومن شاهد انحرافات پایه ای واساسی بوده ام در عمل نه در حرف یا دستوروانجراف در سیاست در دولت در احترام به قانون در حقوق انسان در حقوق شهروندان این انحراف این بود که بصراحت بگویم حکام عراق علنا وبوضوح میگفتند ما تابع ولی فقیه وحکومت مذهبی در قم هستیم .
این انحرافات زیر چشمان آمریکائی ها بوجود آمد وتا همین الان ادامه دارد.
خوب این همکاری واتحاد عمل بین ایران وآمریکا بعد از جنگ بوجود نیامد از قبل از جنگ 2003 بین آمریکا وایران وجود داشت .
وتمام این بلایا که بر کشورم رفت نتیجه همیت توافق شوم ایران وآمریکا بود از سال 2002.
 خلاصه منافع مشرک ایران آمریکا واسرائیل سئوالاتی برانگیخت ومعلوم شد که این سه کشود بر سر نابود کردن عراق با هم مذاکره وتوافقاتی نمودند که بر اساس منافع مشترکشان بوده است .علیرغم اینکه ایران به آمریکا میگفت شیطان بزرگ وآنها هم به ایران میگفت محور شراما واقعیت این است که سفیر آمریکا در عراق کراکربعد از 6ماه میگفت که هیچ کاری پیش نمیرود ومشکلی حل نمیشود الا اینکه با سفیر ایران در بغدادمی نشستیم.
واین هم یعنی تمامی شکی است که به آمریکا باید کرد که کارهائی را انجام میدهد که با سفیر رژیم که فرمانده سپاه تروریستی قدس است ودارای جوخه های مرگ در عراق میباشد .
آری زمانی که سفیر آمریکا از دفتر من خارج میشد بعد از نشست ومذاکره با من یک راست میرفت با سفیر رژیم که فرمانده سپاه تروریستی قدس بود هماهنگی ها را میکرد .
حاصل این توافق وهماهنگی ها منافع دول عربی ومنافع کشورم وتمامی اهل سنت را نشانه گرفت ونابود کرد.
 نگاه کنید به امروز استان نینوی وموصل که چگونه بدون اینکه سنی های دیگر را دخالت بدهند چه جنایانی در این استانهای سنی نشین انجام میدهند
ببینید در سال 2006 که انتخابات شد گفتند که سنی ها را هم در سیاست واداره امورعراق مشارکت میدهیم بدون اینکه به اعتقادات ومذهبشان کاری داشته باشیم اما در مرور زمان معلوم شد که بتدریج آنها برنامه ریزی وهماهنگی نمودند که اهل سنت را هدف قرار دهند.
برنامه پاکسازی حزب بحث یکی از این برنامه ها بود که تمامی افراد نظامی سیاسیون امامان مساجد وسیوخ عشایر را به اسم مبارزه با تروریزیم تصفیه کردند وحتی ترورنمودند.
خبرنگار اورینت گفت شنیده میشور که ایران میخواهد یک مرز مستقیم زمینی به سوریه داشته باشد از طریق تلعفرموصل همچنین مسیری ازبعقوبه در استان دیالی به تلعفر ومعبر ربیعه بین عراق وسوریه که از قامشلی وصل میشود به عفرین؟
هاشمی گفت من صد در صد با شما موافقم  این هدف اصلی ایران است که به دریای متوسط  وصل شود 
رژیم میخواهداز محور قصر شیرین دیالی بغداد کربلا  النخیب عرعربه عربستان سعودی برسدواین کوتاه ترین مسیر برای رسیدن به عربستان میباشد
پس در حال حاضر ایران از دو مسیر امکان تحرکات نظامی دارد 
اولی از شمال حمام العلیل تلعفروسنجار تا مرز سوریه که به دریای مدیترانه میرسد
دومی از دیالی بغداد وجنوب النخیب میتواند به مناطق استراتژیک خلیج وعربها برسدواهداف شومش را محقق کند

يعتبر اللقاء مع طارق الهاشمي، الذي كان لسنوات عديدة قريبا من المطبخ السياسي العراقي وشاهداً على التحالفات التي صيغت والمؤامرات التي حيكت، فرصة هامة لتفكيك المشهد العراقي الحالي شديد التعقيد والتشابك، ولفهم مجريات الأمور ومسارها وصولاً لمحاولة رسم ما ستؤول إليه الأمور، ورغم سوداوية المشهد إلا أن ضيفنا احتفظ بتمسكه بالأمل لرؤية بلده وهو ينهض من جديد.

عقلية "الكاوبوي"
- في بداية حوارنا نبدأ من الحدث الذي يشغل العالم حالياً ..ما تعليقك على نجاح دونالد ترامب؟
ربما من السابق لأوانه التعليق على هذه المسالة، ونحن تعودنا ان خطاب ما قبل الفوز هو غير الخطاب ما بعد الفوز، وأنا على يقين أن ترامب  سوف لن يستطيع أن يوفي بالتزاماته التي تعهد بها أمام الناخب الأمريكي خصوصاً بما يتعلق بالسياسة الخارجية.

- بالنسبة للسياسة الأمريكية اتجاه  العراق هل تعتقد أنها ستتغير؟
حتى هذه اللحظة عقلية الـ"كاوبوي" الأمريكي ما زالت طاغية على صانع القرار السياسي في البيت الأبيض، وهذا مؤسف جداً، أنا قلت في أكثر من مناسبة إن قضية العراق لن تحل فقط بالقوة العسكرية، هي بحاجة إلى رزمة من الإصلاحات.
منذ الغزو عام 2003  حتى هذه اللحظة حصل دمار منهجي في كل مفاصل الحياة العراقية، اليوم هناك 30% من أفراد الشعب العراقي تحت خط الفقر، العراق واقع تحت النفوذ الايراني اليوم، ليس لدينا سيادة حقيقية، خروج منهجي عن الدستور، المليشيات أقوى من الجيش العراقي ومن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة. أنا حقيقةً مستغرب للغاية.. إن لم يكن هذا موقفاً مغرضاً متقصداً من الساكن في البيت الأبيض فماذا يكون؟
- هذا بفرض أن الساكن بالبيت الأبيض، سواء ديمقراطي أم جمهوري، مهتم بمصلحة العراق، ألا تعتقد أن ما يحصل في العراق هو نتاج صفقة ما بين الولايات المتحدة وإيران وغيرها من القوى الدولية؟
الحدث يقاس من خلال مآلاته ونتائجه، هذه النتائج الكارثية ربما كانت نهاية مشروع غزو العراقي عام 2003. أنا كنت نائب رئيس جمهورية العراق من عام 2006 حتى عام 2013، وانا كنت شاهد على الانحراف المنهجي ليس فقط في الدستور وانما بالعملية السياسية أيضاً، حيث تحول العراق من دولة مواطنة والدولة المدنية، من دولة المؤسسات ودولة احترام القانون، إلى دولة تابعة، دولة مذهبية تقول بمنتهى الصراحة نحن نتبع الولي الفقيه، المرشد الموجود في قم.
هذا الانحراف المنهجي حصل تحت أعين الجيش الامريكي الذي كان متواجداً على أرض بلدي حتى ديسمبر عام 2011، لذلك انا لا أستبعد في كل ما حصل نظرية المؤامرة، كل ذلك تم بناءاً على اتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ليس بعد 2003 وإنما في زمن المعارضة منذ عام 2002.
روى لي بعض أفراد المعارضة بأنهم حين كانوا يلتقون بالطابق الأرضي وتحصل خلافات بينهم كانوا يرسلون هذا الخلاف إلى الساكن بالطابق الأول وهو ممثل الإدارة الأمريكية وممثل الإدارة الإيرانية، كان الطرفان يتفقان ويرسلان الحل المقترح إلينا وكنا نتبناه، هذا الكلام كان يجري في "زمن المعارضة" قبل غزو العراق ولذلك أرى أن كل ما حصل ويحصل يتم بناءاً على اتفاق بين الدولتين.

"حلف المصالح"
- من تآمر لمصلحة من في العراق؟ حسب ما ذكرت لنا أن الأمريكيين منعوا الخليج والدول العربية من التدخل في العراق، هل يعني ذلك أن الإدارة الأمريكية تآمرت لمصلحة إيران في العراق أم العكس؟
كتاب حلف المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل وإيران يلقي الضوء ويجيب على هذا السؤال، هناك عمق تاريخي لتبادل المصالح والخدمات المتبادلة في الملف العراقي.
وبالرغم من كل ما يقال في الإعلام، هذا يسميه الشيطان الأكبر، وذاك يسميه محور الشر، فالحقيقة ربما كشفها السفير كروكر قبل 6 أشهر حيث قال "كلما كانت تواجهني معضلة لا أجد حلها إلا عندما أجلس مع السفير الإيراني في بغداد".
 هذا يعني أنه في الوقت الذي كنا فيه نشتكي للإدارة الأمريكية، حول ما يفعله السفير الإيراني وفيلق القدس والحرس الثوري وفرق الموت داخل العراق الذي من المفترض أنه يزعج الأمريكيين ويشير إلى أن العراق يتجه للوقوع في دائرة النفوذ الإيراني، كان السفير الأمريكي يخرج من مكتبي ليجلس مع السفير الايراني.
كل الذي حصل يوحي أن هناك مصالح مشتركة فعلاً تتعدى وتتجاوز المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربية، الذي حصل في بلدي هو خطة واضحة المعالم لا تقبل اللبس ولا تقبل التفسير، هناك خطة دولية تستهدف العرب السنة.


المظلومية السنية
- بناءاً على الاتفاق الأمريكي الإيراني إلى أين تتجه الأمور في الموصل؟ هناك كلام عن تقاسم للمدينة بين ثلاثة جهات، البيشمركة (إقليم كوردستان العراق) ستأخذ جزء والحكومة مع الجيش الوطني سيأخذ مركز المدينة وأطرافها الجنوبية والأكثر جدلاً هو حول حصول الحشد الشعبي على تلعفر؟
أشعر بالقلق كلما سمعت عن تدخل المجتمع الدولي لمعالجة الخلل الموجود في العراق، التركيز اليوم على نينوى والموصل والتعامل معها بطريقة منفصلة عن باقي المحافظات ذات الغالبية السنية
أنا اقول للعالم كله بأن لدينا ملف اسمه المظلومية التي وقعت على العرب السنة. بدأت القضية بحقيقة الأمر من نظام المحاصّة عام 2003، من مجلس الحكم، فالحصة التي خصصت للعرب السنة كانت أقل بكثير من وجودهم الحقيقي في العراق.
وحين واجهتنا قضية الدستور قضية الانتخابات وبعد ذلك قضية تشكيل الحكومة عام 2006 كان يُطلب من العرب السنة أن يشاركوا باعتبارهم شركاء في هذا الوطن وهذه العملية السياسية مفتوحة للجميع، وعلى هذا الأساس قبلنا بالمشاركة لبناء دولة مدنية لا تفرق بين عراقي وآخر بسبب المذهب أو الدين أوالقومية، ولكن مع مرور الزمن اكتشفنا أن هناك برنامج ممنهج لاستهداف العرب السنة، مثل قانون اجتثاث البعث الذي تبين أنه ليس اجتثاثاً للبعث بل للعرب السنة، وبناءاً عليه تم إقصاء آلاف الكفاءات سواء بالقوات المسلحة أو في الجهاز المدني، ومن ثم جاء قانون "مكافحة الإرهاب" حيث بدأت جولة جديدة في إقصاء شيوخ العشائر، السياسيين، العلماء، أئمة المساجد والمثقفين، كل شخص مغضوب عليه من السنة تم اتهامه بالإرهاب، واليوم طارق الهامشي أحد الضحايا، الكثير من قيادات العرب السنة اليوم موجودين خارج العراق، كلهم متهمين بالإرهاب بينما نحن كنا ضحايا.

محاور إيران البرية بالعراق
- هناك حديث عن مخطط إيراني لتأمين طريق بري مباشر إلى سوريا عن طريق ميليشياتها في العراق للسيطرة على تلعفر بالموصل مما يؤمن لها طريقاً متواصلاً من مدينة بعقوبة بديالي وصولاً إلى تلعفر فمعبر ربيعة بين العراق وسوريا مرورا بالقامشلي وصولا إلى عفرين؟
أنا معك 100% حول هذه المسألة إيران هدفها الرئيسي الوصول إلى حافات الشرقية للبحر المتوسط بحيث يكون السكان على هذا المحور موالين لها ولكن لأخبرك عن محور آخر تم تحقيقه وهو محور قصر شيرين ديالي بغداد كربلاء النخيب عرعر السعودية، هذا اليوم أقصر محور باتجاه السعودية، اليوم تستطيع إيران أن تتحرك عسكرياً من خلال محورين المحور الذي ذكرته بالصعود شمالأ باتجاه حمام العليل وتلعفر وسنجار إلى الحدود السورية وصولاً للبحر المتوسط، والمحور الثاني من خلال بغداد جنوبا باتجاه النخيب. إيران استطاعت أن تحقق مقتربات للوصول إلى مناطق استراتجيبة بالخليج والبحر المتوسط من خلال هذا الغزو المنهجي الذي استخدمت فيه القوة الناعمة حتى حققت أغراضها.

- وما موقف السعودية اتجاه هذا المحور الذي تكلمت عنه؟ 
لا أستطيع أن اتكلم نيابة عن المملكة العربية السعودية، لكن يؤسفني ان أقول أن الفرص ضاعت في السنوات السابقة. كانت كل المؤشرات بعد إكمال المشروع في العراق ان إيران ستنتقل إلى الخليج، وهذا الذي حصل اليوم، المليشيات تهدد الكويت تهدد بغزو السعودية والبحرين، يؤسفني ان اقول أن هذا جزء من الغفلة والتقدير الذي حصل لدى اخواننا في الخليج.


تركيا 
- كما تعلم فحلب الآن محاصرة ومهددة من قبل إيران وروسيا وبنفس الوقت الموصل أين تركيا من ذلك، وهل تعتقد أن موقفها يمكن وصفه بالـ"بارد" اتجاه ذلك بالرغم من الأهمية الاستراتيجية للمدينتين؟
في الحقيقة هو تأخر، فالمؤشرات منذ البداية كانت واضحة، كان منحى النظام واضح منذ عام 2012 عندما أجبر الثوار على أن يتحولوا من التظاهر السلمي الى حمل السلاح للدفاع عن انفسهم، كان هناك منحى واضح، مثل اطلاق قيادات القاعدة من السجون، وكذلك ما فعله نوري المالكي عام 2013.
 هذا التوجه كان واضحاً بالنسبة لهذه الدول سواء الخليج أو تركيا، وبالتالي كان ينبغي اعادة النظر بالموقف، والتهيؤ لعمل عسكري من هذا النوع الذي نراه اليوم.
أعتقد أن الفرص عندما تاتي قد لا تتكرر، الوضع الآن ازداد تعقيداً بدخول روسيا على الخط وتواطؤ الولايات المتحدة الامريكية، والضغوط الموجودة الآن على تركيا من جانب العراق ومن جانب سوريا، نحن تاخرنا كثيرا.
الطرف الذي يستفز تركيا اليوم هو سياسة حكومة بغداد سياسة مليشيات الحشد الشعبي، اذا مارست وكررت نفس الممارسات اللاانسانية التي مارستها في محافظة صلاح الدين والانبار وحزام بغداد وديالي اذا مارستها في الموصل انا اعتقد ان تركيا هذه المرة لن تقف متفرجة.

خائف على الموصل
- كيف ترى مستقبل الموصل بظل ما يحصل الآن هل بامكان الحشد الوطني أن يحدث الفرق؟
أنا قلق للغاية على مستقبل هذه المدينة، وما يمكن ان يحصل فيها من تهجير وتغير ديمغرافي، فنوايا مليشيات الحشد الطائفي واضحة، وأعلنوها أمام الملأ، "قيس الخزعلي" ذكر أنهم ليسوا بصدد ملاحقة داعش وانما الانتقام من قتلة الحسين وقال إن سكان هذه المدينة هم احفاد أولئك الجدود الذين قتلوا سيدنا الحسين.
 التوجه الطائفي واضح، وأنا غير قادر على فهم موقف الادارة الامريكية من كل العمليات التي جرت ليس الآن في الموصل، وانما في صلاح الدين وفي الانبار لم تكن هناك حاجة ماسة لدخول مليشيات الحشد الشعبي إلا لايذاء السنة، لم يكن هناك حاجة ميدانية او حاجة عسكرية كان الجيش العراقي يكفي والعامل الحاسم في كل العمليات العسكرية، كان هو الطيران، بدون القصف الجوي لا يستطيع الجيش ولا حتى الحشد ان يدخل كل هذه المدن.
 الحشد حرق الاخضر واليابس، هل هذا المخطط سيكرر في الموصل؟ للأسف الشديد كل المؤشرات توحي بذلك.


"قلبي معك لكن عقلي ليس معك"
- هناك تحليلات سياسية تقول بأن الأفضل للموصل هو الدخول في اتحاد كونفدرالي مع إقليم كردستان العراق صاحب الخبرة الأطول والمؤسسات المدنية وجيش هو البيشمركة؟
على مدى السنوات الماضية واجهتنا قضيتان أولاً تسويق هذا المشروع من خلال الدستور، واقناع شركائنا في العمل السياسي، هذا واحد المسألة الثانية هي المشكلة الكردية، فالثقافة الكردية ايضا اشكالية، مع كل احترامي وتقديري للأكراد وانا واحد من الشخصيات السياسة التي دعت مبكرا الى تقارب استراتيجي، فالنزعة القومية عند الاكراد طاغية حتى على الموقف السياسي، الإشكالية الثالثة ان هناك اتفاق استراتيجي في زمن المعارضة بين الاكراد وبين الشيعة لترتيب اوراق العراق نحن لسنا طرف في هذه المسالة.
أنا جلست في مرات عديدة مع الأخ مسعود البرزاني، ربما يستمع الى هذا اللقاء، وفي مرة من المرات جلست معه لمدة ساعتين احاوره حول موضوع التقارب، وانا اتطلع إلى المشهد وأراه، سوف نخسر كلينا في نهاية المطاف إن لم ننسق الجهود بيننا، أجابني الأخ مسعود البرزاني، بعد ساعتين من الحوار، فقال "والله يا أخ طارق انا قلبي معك ولكن عقلي ليس معك".



من منع دول الخليج؟
- نلاحظ أن الطرف الشيعي العراقي مدعوم من قبل إيران والطرف الكردي له دعم وغطاء دولي لكن لماذا يغيب الدعم عن سنة العراق من دول إقليمية تتوافق مصالحها معهم؟
أعتبر ذلك سوء تقدير وغفلة أو خطوط حمراء فرضت من قبل الإدارة الامريكية على هذه الدول لسنوات مضت، بعد 2003 كان ممنوع على الدول خليجية أن تفتتح مقرات لها، سفارات، أو ممارسة أي نوع من العمل الدبلوماسي والتجاري مع العراق.
طلب مني  السفير الأمريكي "خليل زاد" شخصياً أن اقنع الملك عبد الله ملك السعودية في وقتها ان تفتح سفارتها وتاتي، لكن  السعوديين ذكرو لي بعض الحوادث، وقالوا لي بأن الإدارة الأمريكية وجهت رسائل مباشرة لهم أن لا تتدخلوا، ليس مسموحا للخليج ان يتدخل في الشأن العراقي، موقف الإدارة الأمريكية هو الذي حرم السنة، حقيقة الأمر، من وجود إخوانهم على الأرض العراقية.

- يقول بعض الساسة الغربيون أن تحالفهم أو قبولهم بالنفوذ الإيراني هو بسبب وجود مرجعية واحدة للشيعة يمكن مخاطبتها بينما السنة فلا مرجعية واحدة لهم وهم مفرقين كما حالتكم بالعراق بين المؤمنين بالحل السياسي والمؤمنين بالحل العسكري؟
أنا أؤيد هذا الطرح من جهة وأعتقد أننا دفعنا ثمناً باهظاً وضاعت علينا الفرص بسبب التشتت والتفرق، لكن من جهة أخرى لا أعتقد أن هذه الحجة هي حجة معتبرة، لأن الخلاف الموجود بين الشيعة أضعاف الخلاف الموجود بين السنة، الخلافات بين الشيعة تتعلق بالعقائد  بالمرجعيات، بالخمس، بالولاء لإيران وبالصراع والنزاع بين النجف وبين قم، هذا المجتمع فيه من الخلافات ما يمكن أن نكتب عنه مؤلفات.
اليوم الطرف المقابل يملك قضية ونحن نملك قضية يملك مشروع ونحن نملك مشروع يملك دولة راعية ونحن لا نملك دولة راعية، لو كان لدينا دولة كايران التي تعاملت مع السياسيين الشيعة بسياسة العصى والجزرة، وأغدقت الملايين، ليس فقط على الشيعة بل على الجميع.
 وعندما قررنا قتال القاعدة نحن من قرر وأخبر الإدارة الأمريكية بذلك، ونسقنا مع العشائر وتوكلنا على الله، وفي الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأمريكية تقول بأنها تريد قتال القاعدة لكن تشرذم السنة هو ما يعيقه كان باتيريوس ينسق مع الهاشمي، كان يأتي الى مكتبي ووضعنا جميع التصورات حول هذا الموضوع، وبعد ذلك، الأمريكان يأخذون الـ"سي دي" لـ 120 الف مقاتل من الصحوات ويقدموها هدية لنوري المالكي حتى يستهدفهم ويطاردهم هذا الذي حصل.

مصير الحشد الوطني
- بالحديث عن الصحوات هناك اليوم "الحشد الوطني" ما الذي سيمنع غداً، بعد الانتهاء من محاربة داعش، أن يتعرضوا لمصير مشابه لما تعرضت له الصحوات؟
الصحوات عام 2008 لم تدعم عسكرياً، الصحوات هم فصائل المقاومة، اقتنعوا بخطابنا وآمنوا بضرورة محاربة القاعدة على أن يعودوا إلى عملهم وحياتهم، والحشد الوطني اليوم هم سكان نازحين وبعض المتقاعدين من الشرطة والجيش من سكان المحافظة، لماذا لم يطور هذا المشروع حتى يماثل مليشيات الحشد الشعبي؟ لأن حيدر العبادي رفض أن يدعم هولاء لأنهم عرب سنة، والمسألة الثانية أن الإدارة الامريكية حقيقة الأمر لم تولي هذا المشروع اهتماماً كافياً وتضغط على حيدر العبادي.
لا بد من تحرير هذه المدينة بأيدي رجالها وليس عن طريق الغرباء، المسألة الثالثة عندما تقدمت تركيا لدعم هذا المشروع تم انتقاد تركيا، تم محاصرتها وأثيرت قضية بعشيقا، وفرق التدريب المعدودة التي كانت موجودة، هذا الذي حصل، المشروع كانت لبناته موجودة كان بالامكان تطويره لكن ليس هناك أي تعاطف مع هذه القضية.

أم الولد
- بالعودة لما قلته سابقاً عن حتمية الحل السياسي نلاحظ ومن خلال حديثك أن لا شريك للسنة العرب لا داخل العراق ولا خارجه، هل هناك أمل بتحرك اقليمي ما لدعم السنة العرب بالعراق؟
يعني نحن لا نستطيع أن نعيش بدون أمل، ومن خلال هذا الأمل لا بد أن تتواصل مسيرة الحياة، انا لا أرشح اليوم طرفا من الأطراف، انا اعتقد أنه لا بد أن يكون في هذا البلد بقية من حكماء وعقلاء، ما حصل منذ عام 2003 إلى اليوم هل يرضي أحد؟ هذا الدمار والخراب وضياع المبادئ والقيم والتهجير وضياع الثروات أيضا والعنف، هل هذا يرضي أي مواطن عراقي عادي؟.
نحن نقول لدينا الحل لكن اين هو التعاطف الدولي، أنا أم الولد وهذا طفلي أيضاً أنا أعرف كيف أربيه، أنا عراقي أعرف مشاكل بلدي، وبالتالي أستطيع أن أقدم حلول عملية لحل المشكلة العراقية، لكن أين هي الآذان الصاغية؟
ما حصل هو دفع منهجي لشباب السنة للتطرف، عندما نوفر لهذا الشاب خيار آخر بفرصة بأمل بحياة حرة كريمة، يتغير الانسان، لكن أين هي الفرصة؟ أين هو المجتمع الدولي؟ تركيز المجتمع الدولي على القصف والقتل فقط.

غلطة العمر
- لو عاد بك الزمن هل كنت ستنخرط في العملية السياسية ؟
سوف أؤجل الإجابة على هذا السؤال للمستقبل، ما أقوله الآن أنني في حقيقة الأمر عندما شاركت في العمل السياسي، كنت عضواً في الحزب الإسلامي العراقي، لم أهيئ نفسي للبروز على السطح وأن أكون الأمين العام، وبعد ذلك ممثلاً للسنة أيضاً في الحكومة وبقية مفاصل الدولة.
 في الأصل المشاركة لا غبار عليها لأن هذا بلدي، وكان ضمن برنامجي تحريره من المحتل من خلال العملية السياسية السلمية، لكن لم أكن اتوقع أنني سأعمل مع طاقم بكل هذه السمعة السيئة والفساد.
الآن لو قدر لي أن أعمل بالسياسة سأوافق، لكن أن أعمل مع هذا الطاقم، لا أعتقد أنني يمكن أن أقبل بذلك، ربما كانت غلطة العمر حين قبلت أن أكون شريكاً، أنا لا أذكي نفسي على أحد، لكن وجدت نفسي مختلفاً تماماً عن هذا الطاقم وبالتالي ربما كان العمل مع هذا الطاقم مجازفة غير محسوبة النتائج.

- توليت منصب نائب الرئيس منذ 2006 لماذا انتظرت حتى 2013 لتستقيل؟
طلبت من وزراء جبهة التوافق الاستقال من الحكومة في 2007 بسبب النهج الإقصائي والطائفي لنوري المالكي والذي استهدف العرب السنة وذلك بعد أن حذرته عدة مرات، لكن مع بداية 2008 كان هناك حملة استهدفت الميليشيات الشيعية "جيش المهدي" في مدينة البصرة وأرسلت للمالكي عندها برقية من بغداد أبديت تأييدي للحملة واستعدادي للتوجه إلى البصرة للمشاركة فيها.
بعد ذلك التقيت بالمالكي الذي طلب مني أن نفتح صفحة جديدة وقدمت شروطي ليعود الوزراء إلى الحكومة وهي إخراج جميع المعتقلين الأبرياء من السجون، تم اخراجهم وعدنا إلى الحكومة بناءاً على اتفاق جديد ولكن بعد مرور الزمن وجدنا ان هذا الرجل ما زال نور المالكي قبل 2008 .

- لكن متى بدأت بالتفكير بالاستقالة؟
في آذار 2010 تبلور مشروع انتخابي غير طائفي من خلال القائمة العراقية، شكلت القائمة أملاً جديداً ولكن سرعان ما اجتمعت أمريكا مع ايران لإسقاط الدكتور إياد علاوي وضاعت الفرصة، وبالرغم من ذلك استدعيت نور المالكي إلى مكتبي وقلت لنفتح صفحة جديدة، ولنترك السياسة ونعمل بالتنمية والاعمار، وافق المالكي وقال "نعم مستعد".
 لكن في 23 شباط 2011 خرجت مظاهرات في ساحة التحرير، واستدعى نور المالكي القادة وقال لهم بالحرف الواحد "أريدكم أن تزكوا موقفي وأنا غداً، يوم 25، سوف أنزل إلى ساحة التحرير بالدبابات لأسحق هؤلاء البعثيين"، وهنا حصلت المفاصلة الجديدة بين طارق الهاشمي وبين نور المالكي، تكلمت في هذا الاجتماع ما لم يتكلمه أحد ومن 25 شباط 2011  حتى استهدافي في نهاية السنة كان هناك قطيعة كاملة.



"فرق الموت"
- اذا نجحت القائمة العراقية بتقديم هذه الرؤية اللاطائفية التي تحدثت عنها ألا يعني ذلك أنها كانت تمتلك أوراق قوة للتفاوض مع نوري المالكي، لماذا يبدو التفاوض مع المالكي كان من منطق الضعف وليس القوة؟
جاء نوري المالكي بعد اعتراضي مع الأكراد على ترشيح ابراهيم الجعفري لولاية ثانية عام 2005 والاعتراض كان وقتها بسبب الهجوم على سامراء والمراقد المقدسة بالنسبة لي وكركوك بالنسبة للأكراد، وهنا كان البديل هو المالكي وهو جاء بناءاً على اتفاق "جنتل مان" معه بأن يلتزم بخارطة طريق للاصلاح التي أقرت في اجتماع أربيل بحضور كافة االقيادات العراقية.
المالكي لم يحترم أياً من الاتفاقيات والقصور ليس بالتفاوض أو بامتلاكنا بورقة ضغط او لا، المشكلة الرئيسية في العراق انه كان هناك عدم توازن في القوى، نوري المالكي ليس فقط قائد العام للقوات المسلحة هذا الرجل وفق كل التقارير كان يقود فرق موت، هذه الفرق استمرت وهو رئيس وزراء وبالتالي كان بالإمكان أن يستهدف أي شخص بسهولة.
 ما دفع "العراقية" لتتنازل عن حقها المشروع بمنصب رئيس الوزراء عام 2010 بعد الانتخابات هو الضغط الامريكي للايراني، ولم يقف أحد مع "العراقية". ما كنا بحاجة إليه هو توازن القوى، فنوري المالكي ليس بسبب حسن الاداء السياسي وقوته وشخصيته تفوق بل بسبب الدعم غير المحدود لإيران له، عدم توازن القوى هو ما أفشل العملية السياسية.

- على الجانب الشيعي العراقي هل هو كتلة واحدة خاضعة لإيران أم هناك شخصيات وطنية عابرة للمذاهب؟ وهل من تواصل معهم؟
طبعا بالتاكيد يعني لو "خليت قلبت"، أعتقد أن الكثير من القيادات والوجهاء شيوخ العشائر هم غاضبون جداً على النفوذ الايراني غير المسبوق، الإشكالية هي في القمع، الشيخ الذي يتكلم ويعترض على النفوذ الايراني يقتل في اليوم الثاني مباشرة، يقتل في ديوانه وأمام أهله ورجاله، لدينا قمع غير مسبوق وهذا يسري حتى على السياسيين، تجد السياسيين الآن غير قادرين على الدفاع حتى عن أنفسهم وعن أهاليهم.
لدينا مشكلة كبيرة في هذه المسالة، يجب أن يتدخل العنصر العربي بقوة على المشهد السياسي ويحصل توازن، وتأتي دول لتعارض النفوذ الإيراني، أنا غير قادر على أن أواجه النفوذ الإيراني في الوقت الحاضر، هذا يحتاج لدول، أنا لا أستدعي المزيد من الدول لكي تدخل إلى العراق وتؤذي المزيد من السيادة، أنا كل حلمي أن يخرج الغازي الإيراني كما خرج الأمريكي، ويستعيد العراق عافيته، يستعيد سيادته الناجزة.
لكن لوحدي لا أستطيع، لأن المهمة أكبر من طاقتي في الوقت الحاضر، هذه مهمة دول لذلك لا بد من الالتفات إلى هذه المسالة، الطبقة الحاكمة في العراق هي الموالية لايران لكن الطبقة الثانية والثالثة والمواطن العادي الشيعي لا يمكن ان يقبل بالذل وان يكون تابعاً لإيران على الإطلاق.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر