انقلابيون به حلب باز خواهند گشت - حلب درصدر عناوين روزنامه هاي عربي
امروز 5شنبه خبر حلب در صدر اخبار روزنامه هاي عربي بود شهري كه توسط يك تعداد از ارتش ها اشغال شد وده ها مدل از شبه نظاميان خامنه اي وپاسداران كه از بيرون مرزها وارد شدند ودر برابر سكوت مرگبار جهانيان وعجز كشورهاي عربي هر جنايتي كردند
صالح قلاب در شرق الاوسط نوشت
بعد از حلب اسد سرنگون خواهد شدوروسها به كشورشان باز خواهند گشت
جواب سئوال اينكه بعد از حلب چه خواهد شد اين است كه انقلاب استمرار پيدا خواهد كرد تا پيروزي
انقلابيون تجديد نفس وقوا خواهند كرد انقلاب به حلب باز خواهد گشت
يا روزنامه اي ديگر نوشت مرك بر حلب پيروز شد در حالي كه حلب غرق خون شد
تصدرت مدينة حلب عناوين الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، تلك المدينة التي قاومت عدة جيوش محتلة وعشرات الميليشيات الطائفية العابرة للحدود، وسط صمت دولي وعجز عربي وإسلامي، ليثبت مشهد إبادة حلب أن النظام الدولي أكذوبة، وأن حقوق الانسان نقاش فكري للمثقفين من النخبة، وتعزز الشعور أن العرب أحياء بالصدفة، وأنهم حتى لو فرّوا من مجازر ماضية، قد يواجهون إبادات مستقبلية، فالدم العربي مباح، من المحيط الى الخليج.
ما بعد حلب .. الثورة
الكاتب صالح القلاب في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان " نعم... ما بعد حلب هو رحيل الأسد وعودة الروس إلى بلادهم!"، يجاوب على سؤال ..ماذا بعد حلب؟ والحقيقة أن ما بعد حلب هو استمرار هذه الثورة المنتصرة لا محالة، وهو أن هذه الثورة ستجدد نفسها، وهو أيضًا أنه لا سيطرة لهذا النظام، الذي غدا متعبًا ومتهالكًا، إلا على هذه الأجزاء المتناثرة من سوريا، وهو أن الروس الذين ينخرطون مع الأميركيين حاليًا في معركة مساومات متعبة ومنهكة ستأتي لحظة ليرحلوا عن هذا البلد ويتركوه لأهله، على غرار ما فعلته موسكو عندما رحلت عن أفغانستان، حيث كان رحيل جيوشها بداية انهيار الاتحاد السوفياتي الذي ثبت أنه كان مجرد قلعة من ورق!!
ويضيف إن على الذين يعقدون آمالهم على القوات الروسية المستعارة، وعلى إيران الغارقة في الإشكالات والمشاكل حتى عنقها، وعلى الشراذم الطائفية المستوردة حتى من أفغانستان وغيرها، أن يدركوا أن للدول مصالح هي التي تحدد مساراتها وسياساتها، وهكذا فإن الروس لم يأتوا إلى سوريا من أجل عيون بشار الأسد ولا لأنهم مغرمون بنظامه، بل من أجل مصالحهم، التي يخوضون من أجلها مع الأميركيين معارك سياسية أصعب كثيرًا من معارك حلب، ومصالح الروس، بالإضافة إلى قواعدهم في حميميم وطرطوس، هي أوكرانيا وجزيرة القرم وجورجيا وقواعد صواريخ الأطلسي في أوروبا الشرقية، ثم وقبل هذا كله هي حقول الغاز في شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية.
ولذلك ومرة أخرى فإنَّ ما بعد حلب هو أنَّ هذه الثورة، التي هي ثورة شعب بمعظمه، هذا إنْ ليس كله، سوف تجدد نفسها وسوف توحد صفوفها وسوف تبادر إلى هجوم معاكس يشمل مناطق سوريا كلها وبأساليب غير الأساليب التقليدية السابقة، وهو أيضًا أن هذا النظام البائس سينهار لا محالة وهو أن الروس سيرحلون عن هذا البلد العربي كما رحل الاتحاد السوفياتي عن أفغانستان.
مأساة حلب هي مأساة كل متر مربّع في سوريا
من جانبه، يشير الكاتب "عبد الوهاب بدرخان" في مقال له بصحيفة الحياة اللندنية تحت عنوان "روسيا ترسم استراتيجيّتها للاستحواذ على سوريا" إلى أن المحنة السورية كشفت زيف قيم العصر ومبادئه، وعرّت الفوارق الوهمية بين غرب أميركي - أوروبي يحاضر بالديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، لكنّه يمجّد القوة ويحصّنها ويجاملها مهما عتت، وبين شرق روسي - صيني لا يؤمن بغير القوّة ولا يدّعي احتراماً لأي حريات أو حقوق، بل إن قاموسه السياسي يجهل شيئاً اسمه الكرامة الإنسانية. استعاد العالمان/ المعسكران ترسانات الأفكار الغريزية لتبرير أبشع الجرائم - جثث الأطفال المتروكة في الشوارع، تدمير العمران، القصف بالكيماوي والفوسفوري والعنقودي والارتجاجي، إقفال المستشفيات والمدارس، حصارات التجويع، اقتلاع السكان من مواطنهم وبيوتهم بإخلاء المدن والبلدات، إطلاق النار على النازحين أو اقتياد آلاف منهم الى مصائر لم تعد مجهولة... - وجعلها مجرد جرائم عادية.
ويضيف الكاتب أن مأساة حلب هي مأساة كل متر مربّع في سورية. ولن يدرك العرب والعالم ما يعنيه انكسار شعب أمام الديكتاتور، وخروج هذا الديكتاتور منتصراً مستقوياً كأنه كان على حق في كل ما ارتكبه، لن يدركوا إلا بعد فوات الأوان، على رغم أن الأوان فات منذ زمن. والشعب هنا، ليس الفصائل المسلّحة التي استدرجها هذا الديكتاتور إلى منازلة حربية مع روسيا وإيران، وإنما هو عموم السوريين: الذين فرّوا من الموت المحتّم ويعيشون في خيام اللجوء وما تيسر لهم من ملاذات، والذين بقوا لاجئين مكمّمي الأفواه في وطنهم، وحتى الذين يوالون النظام ولا يقرّون بنهجه الذي دمّر البلد وأضعفه ووضع مستقبله في مهب الرياح. ذلك الانكسار هو للجميع، لأنه انكسار لسورية، وكل السوابق أثبتت أن اندلاع أي اقتتال داخلي هزيمة تاريخية للطرفَين حتى لو انتصر أحدهما في نهاية المطاف، وهذه النهاية لا تلوح اليوم على رغم منعطف حلب، ولن تلوح غداً، ولا بعد غد عندما يعتقد "المنتصرون" - النظام والروس والإيرانيون - أن الظرف بات مواتياً لتحاصص المكاسب.
ويشدد الكاتب على أن المزيد من "الانتصارات" لا يعني للأسد ونظامه سوى المزيد من الاستهتار السابق نفسه مع شعب بات أقلّ عدداً وأسهل اقتياداً، بل لا يعني أبداً الذهاب الى مفاوضات على حلٍّ سياسي، فقد أحبط كل مشاريع وقف إطلاق النار بما فيها تلك التي وقّع عليها الروس، لئلا يضطر الى تفاوضٍ "جدّي" على "انتقالٍ سياسي"، بل إنه عمل منذ البداية على أن الأزمة تُحسم عسكرياً أو لا تُحسم أبداً، ولو أراد مساراً آخر لما رفض الإنصات الى المتظاهرين السلميين ولما راح يتصيّد النشطاء المدنيين بالقتل المباشر أو بالخطف ثم القتل تحت التعذيب. هذا حاكمٌ لا يتوقع من مواليه ومعارضيه سوى تبجيل أحذية الرعاع والشبّيحة الذين يبطشون باسمه ومن أجله، ولا يتصوّر "شركاء" في الحكم بل "أجراء" مطواعين يحكمهم الخوف من "شبّيحته". وإذ تلتقي غطرسته مع غطرسة حليفيه الروسي والإيراني، فإن أيّاً منهم ليس مستعدّاً للاعتراف بأن الانتصارات تقرّب "يوم الحساب"، لذا فهم يفضّلون تأجيله لأن المكاسب لا تزال أقلّ بكثير من المسؤوليات والواجبات.
انتصر الموت في حلب
بدوره، قال الكاتب "فهمي هويدي" في مقال له بموقع "عربي 21" تحت عنوان "انتصر الموت في حلب" إن الموت انتصر في حلب. وهلل الذين أغرقوا المدينة في الدم، وقصفوها بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والارتجاجية في حين أطلقوا المجنزرات والشبيحة لكي تجهز على بقايا الحياة فيها. ليس ذلك أسوأ ما في الأمر، لأننا جميعاَ وقفنا ذاهلين ومعقودي الألسنة في مشهد عجز عربي أعاد إلى الأذهان صفحة الموت والخزي التي شهدتها بغداد حين اجتاحها المغول في القرن الثالث عشر الميلادي. وهي الواقعة التي وصفها ابن الأثير صاحب "الكامل في التاريخ" بالحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها. حتى أنه وهو يستحضر ما جرى فيها من خراب ودمار ودماء قال: "من الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً".
أقسى ما في إبادة حلب هو تعزيز شعور العرب أنهم أحياء بالصدفة
أما الكاتب "حسين عبد الحسين" في موقع "المدن" قال في مقال له بعنوان "لو كانت حلب النهاية" إن أقسى ما في ابادة حلب انها مجزرة كانت منتظرة، وانها كانت مستهجنة، وان نفس من انتظروها واستهجنوها، انتظروا سابقاتها من محارق ومجازر، واستهجنوها كذلك، وبكوا، كما يبكون اليوم، وسيبكون غداً.
وأقسى ما في ابادة حلب انها محطة سريعة في خط طويل من الاحباطات العربية، من النكبة، فالنكسة، فحرب لبنان، ثم مجزرة قانا فجنين، فحروب العراق، فحربي غزة، فاشتعال سوريا واليمن وليبيا، والآتي قد يكون اعظم.
أقسى ما في إبادة حلب أنها اثبتت أن النظام الدولي أكذوبة، وأن حقوق الانسان نقاش فكري للمثقفين من النخبة، وأن شعوب العالم مازالت قبائل متناحرة ومتنافسة، تعلن انسانيتها فيما تضمر انانية شديدة تقتصر على مصالحها، أو في الغالب مصالح أثريائها ممن يتلاعبون بعواطف الناس العاديين عن القومية والاثنية والمذهبية.
أقسى ما في ابادة حلب أنه فيما كان الأطفال والمستشفيات تحت الركام، وفيما كان الحلبيون يركضون في الشوارع من دون هدى بحثاً عن ملجأ أو مخبأ، كانت الولايات المتحدة، زعيمة العالم الحرّ المزعوم، تعيّن رئيس أكبر شركة نفط في العالم وزيراً لخارجيتها.
أقسى ما في إبادة حلب هو تعزيز شعور العرب أنهم أحياء بالصدفة، وانهم حتى لو فرّوا من مجازر ماضية، قد يواجهون ابادات مستقبلية، فالدم العربي مباح، من المحيط الى الخليج، ولن يأتي العالم لنجدتهم، ولا لفرض مناطق حظر طيران فوق رؤوسهم، ولا ليمنع دموية قاتليهم عنهم.
امروز 5شنبه خبر حلب در صدر اخبار روزنامه هاي عربي بود شهري كه توسط يك تعداد از ارتش ها اشغال شد وده ها مدل از شبه نظاميان خامنه اي وپاسداران كه از بيرون مرزها وارد شدند ودر برابر سكوت مرگبار جهانيان وعجز كشورهاي عربي هر جنايتي كردند
صالح قلاب در شرق الاوسط نوشت
بعد از حلب اسد سرنگون خواهد شدوروسها به كشورشان باز خواهند گشت
جواب سئوال اينكه بعد از حلب چه خواهد شد اين است كه انقلاب استمرار پيدا خواهد كرد تا پيروزي
انقلابيون تجديد نفس وقوا خواهند كرد انقلاب به حلب باز خواهد گشت
يا روزنامه اي ديگر نوشت مرك بر حلب پيروز شد در حالي كه حلب غرق خون شد
تصدرت مدينة حلب عناوين الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، تلك المدينة التي قاومت عدة جيوش محتلة وعشرات الميليشيات الطائفية العابرة للحدود، وسط صمت دولي وعجز عربي وإسلامي، ليثبت مشهد إبادة حلب أن النظام الدولي أكذوبة، وأن حقوق الانسان نقاش فكري للمثقفين من النخبة، وتعزز الشعور أن العرب أحياء بالصدفة، وأنهم حتى لو فرّوا من مجازر ماضية، قد يواجهون إبادات مستقبلية، فالدم العربي مباح، من المحيط الى الخليج.
ما بعد حلب .. الثورة
الكاتب صالح القلاب في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان " نعم... ما بعد حلب هو رحيل الأسد وعودة الروس إلى بلادهم!"، يجاوب على سؤال ..ماذا بعد حلب؟ والحقيقة أن ما بعد حلب هو استمرار هذه الثورة المنتصرة لا محالة، وهو أن هذه الثورة ستجدد نفسها، وهو أيضًا أنه لا سيطرة لهذا النظام، الذي غدا متعبًا ومتهالكًا، إلا على هذه الأجزاء المتناثرة من سوريا، وهو أن الروس الذين ينخرطون مع الأميركيين حاليًا في معركة مساومات متعبة ومنهكة ستأتي لحظة ليرحلوا عن هذا البلد ويتركوه لأهله، على غرار ما فعلته موسكو عندما رحلت عن أفغانستان، حيث كان رحيل جيوشها بداية انهيار الاتحاد السوفياتي الذي ثبت أنه كان مجرد قلعة من ورق!!
ويضيف إن على الذين يعقدون آمالهم على القوات الروسية المستعارة، وعلى إيران الغارقة في الإشكالات والمشاكل حتى عنقها، وعلى الشراذم الطائفية المستوردة حتى من أفغانستان وغيرها، أن يدركوا أن للدول مصالح هي التي تحدد مساراتها وسياساتها، وهكذا فإن الروس لم يأتوا إلى سوريا من أجل عيون بشار الأسد ولا لأنهم مغرمون بنظامه، بل من أجل مصالحهم، التي يخوضون من أجلها مع الأميركيين معارك سياسية أصعب كثيرًا من معارك حلب، ومصالح الروس، بالإضافة إلى قواعدهم في حميميم وطرطوس، هي أوكرانيا وجزيرة القرم وجورجيا وقواعد صواريخ الأطلسي في أوروبا الشرقية، ثم وقبل هذا كله هي حقول الغاز في شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية.
ولذلك ومرة أخرى فإنَّ ما بعد حلب هو أنَّ هذه الثورة، التي هي ثورة شعب بمعظمه، هذا إنْ ليس كله، سوف تجدد نفسها وسوف توحد صفوفها وسوف تبادر إلى هجوم معاكس يشمل مناطق سوريا كلها وبأساليب غير الأساليب التقليدية السابقة، وهو أيضًا أن هذا النظام البائس سينهار لا محالة وهو أن الروس سيرحلون عن هذا البلد العربي كما رحل الاتحاد السوفياتي عن أفغانستان.
مأساة حلب هي مأساة كل متر مربّع في سوريا
من جانبه، يشير الكاتب "عبد الوهاب بدرخان" في مقال له بصحيفة الحياة اللندنية تحت عنوان "روسيا ترسم استراتيجيّتها للاستحواذ على سوريا" إلى أن المحنة السورية كشفت زيف قيم العصر ومبادئه، وعرّت الفوارق الوهمية بين غرب أميركي - أوروبي يحاضر بالديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، لكنّه يمجّد القوة ويحصّنها ويجاملها مهما عتت، وبين شرق روسي - صيني لا يؤمن بغير القوّة ولا يدّعي احتراماً لأي حريات أو حقوق، بل إن قاموسه السياسي يجهل شيئاً اسمه الكرامة الإنسانية. استعاد العالمان/ المعسكران ترسانات الأفكار الغريزية لتبرير أبشع الجرائم - جثث الأطفال المتروكة في الشوارع، تدمير العمران، القصف بالكيماوي والفوسفوري والعنقودي والارتجاجي، إقفال المستشفيات والمدارس، حصارات التجويع، اقتلاع السكان من مواطنهم وبيوتهم بإخلاء المدن والبلدات، إطلاق النار على النازحين أو اقتياد آلاف منهم الى مصائر لم تعد مجهولة... - وجعلها مجرد جرائم عادية.
ويضيف الكاتب أن مأساة حلب هي مأساة كل متر مربّع في سورية. ولن يدرك العرب والعالم ما يعنيه انكسار شعب أمام الديكتاتور، وخروج هذا الديكتاتور منتصراً مستقوياً كأنه كان على حق في كل ما ارتكبه، لن يدركوا إلا بعد فوات الأوان، على رغم أن الأوان فات منذ زمن. والشعب هنا، ليس الفصائل المسلّحة التي استدرجها هذا الديكتاتور إلى منازلة حربية مع روسيا وإيران، وإنما هو عموم السوريين: الذين فرّوا من الموت المحتّم ويعيشون في خيام اللجوء وما تيسر لهم من ملاذات، والذين بقوا لاجئين مكمّمي الأفواه في وطنهم، وحتى الذين يوالون النظام ولا يقرّون بنهجه الذي دمّر البلد وأضعفه ووضع مستقبله في مهب الرياح. ذلك الانكسار هو للجميع، لأنه انكسار لسورية، وكل السوابق أثبتت أن اندلاع أي اقتتال داخلي هزيمة تاريخية للطرفَين حتى لو انتصر أحدهما في نهاية المطاف، وهذه النهاية لا تلوح اليوم على رغم منعطف حلب، ولن تلوح غداً، ولا بعد غد عندما يعتقد "المنتصرون" - النظام والروس والإيرانيون - أن الظرف بات مواتياً لتحاصص المكاسب.
ويشدد الكاتب على أن المزيد من "الانتصارات" لا يعني للأسد ونظامه سوى المزيد من الاستهتار السابق نفسه مع شعب بات أقلّ عدداً وأسهل اقتياداً، بل لا يعني أبداً الذهاب الى مفاوضات على حلٍّ سياسي، فقد أحبط كل مشاريع وقف إطلاق النار بما فيها تلك التي وقّع عليها الروس، لئلا يضطر الى تفاوضٍ "جدّي" على "انتقالٍ سياسي"، بل إنه عمل منذ البداية على أن الأزمة تُحسم عسكرياً أو لا تُحسم أبداً، ولو أراد مساراً آخر لما رفض الإنصات الى المتظاهرين السلميين ولما راح يتصيّد النشطاء المدنيين بالقتل المباشر أو بالخطف ثم القتل تحت التعذيب. هذا حاكمٌ لا يتوقع من مواليه ومعارضيه سوى تبجيل أحذية الرعاع والشبّيحة الذين يبطشون باسمه ومن أجله، ولا يتصوّر "شركاء" في الحكم بل "أجراء" مطواعين يحكمهم الخوف من "شبّيحته". وإذ تلتقي غطرسته مع غطرسة حليفيه الروسي والإيراني، فإن أيّاً منهم ليس مستعدّاً للاعتراف بأن الانتصارات تقرّب "يوم الحساب"، لذا فهم يفضّلون تأجيله لأن المكاسب لا تزال أقلّ بكثير من المسؤوليات والواجبات.
انتصر الموت في حلب
بدوره، قال الكاتب "فهمي هويدي" في مقال له بموقع "عربي 21" تحت عنوان "انتصر الموت في حلب" إن الموت انتصر في حلب. وهلل الذين أغرقوا المدينة في الدم، وقصفوها بوابل من البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والارتجاجية في حين أطلقوا المجنزرات والشبيحة لكي تجهز على بقايا الحياة فيها. ليس ذلك أسوأ ما في الأمر، لأننا جميعاَ وقفنا ذاهلين ومعقودي الألسنة في مشهد عجز عربي أعاد إلى الأذهان صفحة الموت والخزي التي شهدتها بغداد حين اجتاحها المغول في القرن الثالث عشر الميلادي. وهي الواقعة التي وصفها ابن الأثير صاحب "الكامل في التاريخ" بالحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها. حتى أنه وهو يستحضر ما جرى فيها من خراب ودمار ودماء قال: "من الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً".
أقسى ما في إبادة حلب هو تعزيز شعور العرب أنهم أحياء بالصدفة
أما الكاتب "حسين عبد الحسين" في موقع "المدن" قال في مقال له بعنوان "لو كانت حلب النهاية" إن أقسى ما في ابادة حلب انها مجزرة كانت منتظرة، وانها كانت مستهجنة، وان نفس من انتظروها واستهجنوها، انتظروا سابقاتها من محارق ومجازر، واستهجنوها كذلك، وبكوا، كما يبكون اليوم، وسيبكون غداً.
وأقسى ما في ابادة حلب انها محطة سريعة في خط طويل من الاحباطات العربية، من النكبة، فالنكسة، فحرب لبنان، ثم مجزرة قانا فجنين، فحروب العراق، فحربي غزة، فاشتعال سوريا واليمن وليبيا، والآتي قد يكون اعظم.
أقسى ما في إبادة حلب أنها اثبتت أن النظام الدولي أكذوبة، وأن حقوق الانسان نقاش فكري للمثقفين من النخبة، وأن شعوب العالم مازالت قبائل متناحرة ومتنافسة، تعلن انسانيتها فيما تضمر انانية شديدة تقتصر على مصالحها، أو في الغالب مصالح أثريائها ممن يتلاعبون بعواطف الناس العاديين عن القومية والاثنية والمذهبية.
أقسى ما في ابادة حلب أنه فيما كان الأطفال والمستشفيات تحت الركام، وفيما كان الحلبيون يركضون في الشوارع من دون هدى بحثاً عن ملجأ أو مخبأ، كانت الولايات المتحدة، زعيمة العالم الحرّ المزعوم، تعيّن رئيس أكبر شركة نفط في العالم وزيراً لخارجيتها.
أقسى ما في إبادة حلب هو تعزيز شعور العرب أنهم أحياء بالصدفة، وانهم حتى لو فرّوا من مجازر ماضية، قد يواجهون ابادات مستقبلية، فالدم العربي مباح، من المحيط الى الخليج، ولن يأتي العالم لنجدتهم، ولا لفرض مناطق حظر طيران فوق رؤوسهم، ولا ليمنع دموية قاتليهم عنهم.
هیچ نظری موجود نیست:
ارسال یک نظر